تأتي واقعة الاعتداء علي ممرضات مستشفي قويسنا بمصر في ظل معاناة قطاع الصحة في مصر من قلة عدد الاطباء وتأثيرها في أحد أهم القطاعات بالدولة، لا سيما مع رصد أكثر من 11500 استقالة لأطباء خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من المستشفيات الحكومية المصرية، مما يضاعف حجم التحديات التي تواجه قطاع الصحة الذي يعاني بالأساس نقصاً في الكوادر الطبية حيث يبلغ معدل الأطباء في مصر 8.6 طبيب لكل 10 آلاف مواطن، أي أقل من طبيب واحد لكل 500 مواطن، بينما المعدل العالمي يبلغ 23 طبيباً لكل 10 آلاف مواطن، وهي الازمة التي ظهر اثرها بشكل واضح في حادث مستشفي قويسنا.
تفاصيل الاعتداء علي مستشفى قويسنا
وفق ما روته ممرضات مستشفي قويسنا، نشب الحادث يوم الخميس الماضي في أثناء النوبة المساءية، حيث حضر شخص إلى مستشفى قويسنا بصحبته زوجته حيث كانت تعاني نزيفاً وطلب إسعافها وحينما أبلغت الممرضات الزوج بأن أطباء النساء مشغولون في إجراء جراحة في الوقت الحالي، انهال الزوج وعدد من مرافقيه بالضرب على الممرضات والعاملات، بالمستشفي مما خلف عدد من الاصابات بينهم، حيث قالوا "الواقعة بدأت بعد وصول عدد من السيدات بصحبة مريضة مصابة بنزيف بسيط إلى طوارئ المستشفى خلال انشغال أطباء قسم النساء كافة بعمليات أخرى ليوجههم التمريض لإجراء سونار وبعض التحاليل لحين استدعاء الطبيب، لكنهم فوجئو برفض الأشخاص المصاحبين للمريضة انتظار إجراء السونار أو التحاليل وبدأوا بسباب جميع العاملين في المستشفى وتهديدهم ثم قاموا بضربهم، ليأتي بعدها نجل إحدى السيدات المرافقات للمريضة الذي يعمل كضابط، مشيرة بعد وصول عائلته بنصف ساعة وشارك معهم في الاعتداء على جميع من في المستشفى من طاقم تمريض وأمن وموظفين وهو ما رصدته كاميرات المراقبة بوضوح وتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه تعمد التهديد ضد الطاقم الطبي في المستشفى.
بينما برر المتهمون، الحادث بأن طاقم التمريض لم يهتم بحال المريضة التي كانت تنزف وتعمدوا التلكؤ في إسعافها،
أثناء الاعتداء علي الممرضات تمكنت إحدى العاملات بمستشفى قويسنا المركزي من طلب النجدة لتصل على الفور قوة أمنية من مركز الشرطة وتمكنت من إنقاذهم.
رد فعل وزارة الصحة علي حادث مستشفي قويسنا
في ذات السياق أكد وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار وقوف الوزارة إلى جانب الممرضات والعاملات بالمستشفي للحصول على حقهم، حيث شدد عبد الغفار في حديثه إلي الممرضات أن مصر دولة قانون وسيطبق على الجميع سواسية من دون تفرقة وأن من أخطأ سيحاسب.
وقامت ادارة مستشفي قويسنا بتقديم بلاغ علي حادثة الاعتداء بينما قام 9 من الممرضات والعاملات وافراد الامن بالمستشفي بتقديم بلاغات فردية بخصوص نفس الواقعة.
وبحسب بيان وزارة الصحة المصرية، شدد وزير الصحة على ضرورة "اتخاذ جميع الإجراءات وفقاً للقانون وأن الدولة تحافظ على حقوق أبنائها ولن تسمح لأحد بمساس كرامة أي فرد من الفرق الطبية"، منوهاً أن مجلس النواب بصدد إصدار قانون المسؤولية الطبية الذي سيسهم في إرساء قواعد واضحة للتعامل مع الفرق الطبية والحفاظ على حقوق المرضى، واعتبر أن "التعدي اللفظي أو الجسدي على أي من العاملين بالمنشآت الطبية غير مقبول وستتم محاسبة من يتجاوز وفقاً للقانون"، كما وجه وزير الصحة بتكثيف الوجود الأمني داخل المستشفى.
رد فعل القوات المسلحة علي حادث مستشفي قويسنا
أعلنت القوات المسلحة على لسان المتحدث باسمها عقيد أركان حرب غريب عبدالحافظ أن "القوات المسلحة تتابع عن كثب واقعة مستشفى قويسنا المركزي"، مؤكداً في بيان نشره على صفحته الرسمية على مواقع التواصل، "احترام المؤسسة العسكرية الكامل لمبدأ سيادة القانون وتهيب بالجميع تحري الدقة والانتظار لحين انتهاء التحقيقات".
رد فعل نقابة التمريض علي حادث مستشفي قويسنا
كما استنكرت النقابة العامة للتمريض واقعة الاعتداء علي ننرضات مستشفي قويسنا وطالبت الجهات المعنية بسرعة التحقيق في الحادث لاتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة ضد الاشخاص المتهمين بالاعتداء.
حيث نشرت في بيانها علي تأكيدها أنها لن تتنازل عن حقوق أعضائها "الذين يؤدون دورهم على أكمل وجه من دون تقصير"، مشددة على "ضرورة التصدي لحالات الاعتداء على أطقم التمريض بالمستشفيات، حيث إن ترويع أطقم التمريض لن يصب في مصلحة تطوير المنظومة الصحية".
