كيف تأهلت المغرب لنصف نهائي كاس العالم 2022 بقطر وما هي اسباب تحقيق هذا الانجاز في الموديال

هو ليس مجرد انجازا رياضيا وحسب، ليست وثبة أو نجاحا تحقق بفضل الصدفة وقليل من الحظ، بل حالة يوثقها التاريخ العالمي ليس في عالم الجلد المدور وحسب بل في شتى مجالات الحياة، هيروشيما جديدة تصنع على أيدي أسود الأطلس الأسود التي لم يعد يكفيها هذا اللقب بعد أن كشرت عن براثنها و أنيابها للعالم كافة، اليوم المغرب في نصف نهائي كأس العالم ولما لا في المستقبل المنتخب المغربي أبطال العالم او اي منتخب عربي اخر، جملة حالمة ولكن ولم لا، المنتخب الذي تجاوز الصلابة الكرواتية والعجرفة البلجيكية وأناقة الأسبان وقوة البرتغال قادر على استكمال الحلم في المستقبل وبث الأمل في نفوس كل من هو عربي مسلم امازيغي افريقي، إفريقيا والعرب بات لهم ممثلا في مربع الذهب، تلك كلمات لا تكفي ولن تكفي ما حققوه من عجب كيف وصل أسود العالم لتلك النقطة ومن أين أتوه؟ مقدمة ليست كافية مطلقا لوصف ما نشعر به بعد هذا الانجاز، سنحاول التطرق إلى أسباب الإنجاز المغربي الفريد في مونديال قطر2022. 

تأهل المنتخب المغربي لنصف نهائي كاس العالم 2022

ولنبدأ مع قائد الأسود وزعيم الزمرة التي أسمعت بـ زئيرها كل من في أقاصي الأرض ومشارقها، صاحب العقلية الفذة والهمة العالية والروح القتالية وليد الركراكي قد تتفاجأ بمعرفة أن مدرب وقائد المنتخب المغربي وليد الركراكي ليس من المدربين أصحاب السير الذاتية القوية أو المسيرة المخضرمة، فالشاب صاحب السبعة والأربعين عام لا تشمل مسيرته المهنية على أسماء فرق كبرى، باستثناء ربما الوداد المغربي وقبله الدحيل القطري، برغم بدايته في أوروبا بتدريب فرق مثل غرونوبل ودييغو أغا كول فرنسيين، ولكنه مازال مدرب حديث العهد مع البطولات الكبري في كرة القدم، الأدهى والأعجب أنه لم يتولى قيادة المغرب سوى منذ ثلاثة أشهر فقط قبل بدء المونديال، وتحديدا في الواحد والثلاثين من أغسطس من العام الحالي، بعدما قامت الجمعية المغربية لكرة القدم باقالة مدربها البوسني وحيد خليلوفيتش، ولكن الشاب المغربي الطموح، والذي لطالما عانى من التفرقة العنصرية في عالم التدريب، أثبت وبجدارة كفاءته ليس في بث الروح أو الأمل وحسب، بل التحضير التكتيكي الأكثر من ممتاز لكل مباراة على حدة، ووضع الخطة الأنسب لكل فريق بعد دراسته جيدا، واللعب على نقاط، الضعف الخصم وتقليل نقاط القوة لديه، فنجده أمام إسبانيا الاستحواذ مدافعا صلباً، وأما البرتغال صاحبة المرتدات مستحوذا على الكرة ويهاجم تفوق تكتيكي في الكرات الهوائية والالتحامات واللعب على الأطراف وفي العمق، بئر حفره الركراكي دفن بداخله كل من يحاول الظفر بمائه، وتمكن بفضله من تصدر مجموعة بها كرواتيا وصيفة بطل العالم 2018 وبلجيكا صاحبة المركز الثالث في نفس البطولة ومنتخب كندا الطموح، قبل ان تقصي اسبانيا من ثمن النهائي والبرتغال من ربع النهائي، يالها من مسيرة حافلة.

اسباب صعود المغرب لنصف نهائي كاس العالم 2022

وبالطبع لم يكن الركراكي ليحقق مثل ذلك الإنجاز لو لم يمتلك لاعبين بعقلية وجودة تسمح له بتنفيذ أفكاره داخل المستطيل الأخضر، مجموعة لاعبين مخضرمين جمعوا بين الشباب والخبرة والاحتكاك الدولي والافريقي والاسيوي والأوروبي توليفة من لاعبين محترفين في اوروبا كزياش وحكيم وأمرابط وبونو ومحترفين في اسيا كبدر بنون وآخرون محليون، إلا أن السمة الأهم هي قدرتهم تقريبا على فعل كل شيء داخل أرضية الملعب، التفوق في الكرات الهوائية سواء دفاعيا من خلال سايس ورفقائه أو هجوميا بارتقاء يوسف نصير المدهشة، وعي تكتيكي مبهر أوقف مدربين مخضرمين كـ إنريكي وسانتوس عاجزين عن الوصول لحصون ياسين بونو، الرجل الذي تعامل مع الكرات التي وصلته باحترافية وثقة مرعببين مكنته من الفوز بجائزة المباراة في أكثر من مناسبة والحفاظ على نظافة شباكه في أربع مباريات من أصل سبعة لعبها المنتخب المغربي امام كرواتيا مرتين واحدة في دور المجموعات وواحدة في تحديد المركز الثالث، وبلجيكا وكندا واسبانيا والبرتغال وفرنسا. 

وبعيدا عن إمكانيات الركراكي واللاعبين، وبالإضافة للمشروع الكروي الناجح الذي تم العمل عليه منذ عدة سنوات والذي أدى لتحقيق ذلك الإنجاز، هناك مصطلح يعد من الأسباب الرئيسية لفوز المغرب وبلوغها نصف النهائي، مصطلح كنت ستحسبه علم نفس أو أوهام قبل مشاهدة الإنجاز المغربي ألا وهو الإيمان، تلك المجموعة المدهشة تتسم بإيمان لا يصدق بقدراتهم على تحقيق ما بدا مستحيلا نظرات بونو خلال الركلات الترجيحية، وابتسامته الملفتة، هدوء أعصاب حكيم والتزامه الغير معهود، مراوغات بوفال الممتعة وصلابة امرابط، كلها سمات لم يعهدها الأوروبيين في مبارياتهم ضد العرب خصوصا بعد أعوام كانت أقدامنا ترتجف لمجرد سماع اسم المنافس، اليوم بات لدينا فرصة بات لدينا أمل اليوم العرب بالفعل في مربع الذهب فمبروك لكل مغربي عربي إفريقي مسلم على هذا الإنجاز وندعو الله أن تكتمل الفرحة، ولما لا نرفع كأس الذهب عاليا.

وانت ما رأيك بما حققه المنتخب المغربي من انجاز الوصول لنصف نهائي كاس العالم، وبرأيك من المنتخب القادر علي تحقيق مثل هذا الانجاز في المستقبل وربما تخطيه.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-