قصص الانبياء كثيرة جداً وحدثنا عن بعضها القرآن الكريم، مثل قصص موسي وعيسي وابراهيم ويوسف ويعقوب واسماعيل عليهم السلام، ولكن القصة الاغرب التي ذكرها لنا القرآن هي قصة سيدنا سليمان عليه السلام، النبي الوحيد الذي يكلم الطير، وسخر له الجن، وله ملك عظيم، وفي هذا المقال الحصري المنشور لكم عبر موقع خدمات سنتعرف على حب النبي سليمان الكبير للخيل وكيف انشغل به الى حد كبير، حتى نسي عبادة الله عز وجل، مما جعله يقوم بذبح افضل الخيول الموجودة عنده الأحصنة المجنحة الصافنات الجياد.
قصة سليمان عليه السلام
وقد تم ذكر النبي سليمان في ايات كثيرة من القرآن الكريم، ولقد ورث سيدنا سليمان الملك وهو عمره اثني عشر عاما، وكان ذكيا وفطنا، وعلى الرغم من صغر سنه الا انه كان حسن التدبير وحكيم، حيث كان النبي داود عليه السلام يستعين به ويأخذ رأيه في امور الحكم، وقد قام سليمان عليه السلام ببناء البيت المقدس وذلك بناء على وصية والده. في خلال فترة قصيرة من توليه الحكم، لقد كان عليه السلام يهتم بالاصلاح المعماري والتوسع في البلاد، كما كان يهتم بالجهاد في سبيل الله عز وجل.
لماذا ذبح النبي سليمان الأحصنة المجنحة
وكان ذلك سبب لحبه الشديد للخيول العربية، كان سيدنا سليمان عليه السلام من محبي الخيل حيث كان يستخدامها في الجهاد في سبيل الله، كان دائم الاهتمام بها وعلى عكس جميع الحيوانات فان محبي الخيول لا يستطيعون التخلص من ذلك الحب ابدا، حيث قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام "ما من فرسٍ عربيٍّ إلا يُؤذَنُ له عند كلِّ سَحَرٍ بكلماتٍ يدعو بهنَّ : اللهم خوَّلْتَني مَن خوَّلْتَني من بني آدمَ ، وجعلتَني له ، فاجعَلْني أحبَّ أهلِه ومالِه ، أو من أحبِّ أهلِه ومالِه إليه".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من غزوةِ تبوكَ أو خَيْبَرَ ، وفي سَهْوَتِها سِتْرٌ ، فهَبَّتْ رِيحٌ ، فكشفت ناحيةُ السِّتْرِ عن بناتٍ لعائشةَ لُعَبٍ ، فقال : ما هذا يا عائشةُ ؟ قالت : بناتي ، ورأى بينَهن فرسًا له جَناحانِ من رِقاعٍ ، فقال : ما هذا الذي أرى وَسَطَهن ؟ قالت : فرسٌ ، قال : وما هذا الذي عليه ؟ قالت : جَناحانِ ، قال : فرسٌ له جَناحانِ ؟ قالت : أَمَا سَمِعْتَ أنَّ لسليمانَ خَيْلًا لها أجنحةٌ ؟ قالت : فضَحِك حتى رأيتُ نواجذَه صلى الله عليه وسلم.
كان سيدنا سليمان يمتلك خيولا قوية وسريعة وفاتنة، تجيد اظهار جمالها، كان يقوم بتنظيمها، فانشغل بها فغابت الشمس وفاتته صلاة العصر، مما جعله يشعر بالغضب لانه انشغل بالخيل عن الصلاة والعبادة، فتمنى لو ترجع الشمس ويصلي الصلاة في وقتها، ثم غضب غضبا شديدا حتى اخذ في ذبح الخيول جميعها بالسيف ثم تصدق بلحومها للمساكين، وقال والله لا تشغليني عن عبادة ربي ابدا.
ابتعد سيدنا سليمان عن الخيل خوفا من عذاب الله، فكافأه الله تعالى بان سخر له الريح تجري بامره وتذهب به حيث يريد، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب ( 30 ) إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد ( 31 ) فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ( 32 ) ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق ( 33 ) ) صدق الله العظيم.
وقبل موت سيدنا سليمان بعامين تقريبا ظل في بيت المقدس وظل يتعبد ويصلي ويقوم الليل بينما تدور المملكة تبعا لاوامره، وكان يصلي عندما توفى لكنه ظل واقفا متكئا على عصاه، واستمر الجن في العمل بما امرهم به سيدنا سليمان. والله تعالى اعلى واعلم.