وضح لنا اشرف خلق الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم اصنافا من الناس تصيبهم لعنة الله عز وجل بقبح فعالهم واعمالهم، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم امته من الوقوع في هذه القبائح، فهي من كبار الذنوب وعظائم الاثام، في هذا الموضوع عبر موقع خدمات الاشخاص المطرودينمن رحمة الله، والذنوب التي ان فعلتها تطرد من رحمة الله وتعلن في الدنيا والاخرة.
من هم الاشخاص الذين لعنهم الله
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم قال لعن اللهُ مَن ذبح لغيرِ اللهِ، لعن اللهُ مَن غَيَّرَ تُخُومَ الأرضِ، لعن اللهُ من كمَه الأعمَى عن السَّبيلِ، لعن اللهُ مَن سَبَّ ( وفي رواية : عقَّ ) والدَيه، لعن اللهُ مَن تولَّى غيرَ مَواليه، لعن اللهُ مَن وقع على بهيمةٍ، لعن اللهُ من عمِل عملَ قومِ لوطٍ، لعن اللهُ من عمِل عملَ قومَ لوطٍ، لعن اللهُ مَن عملَ عملَ قومِ لُوطٍ.
واللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله عز وجل، فالملعون لا شك بعيد عن رحمة الله تعالى، بعيد عن كرم الله تعالى، بعيد عن عفو الله وصفحه لعباده المؤمنين، نسأل الله عز وجل السلامة والعفو والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والاخرة، ونعوذ بالله عز وجل من مقته وعذابه وغضبه ولعنته.
عقاب العاق لوالديه ومن يقوم بسب ابوه وامه
قال صلى الله عليه وسلم ملعون من سب اباه ومن سب امه، اي سب احدهما او كليهما سبا مباشرا بلسانه او تسبب في شتم واحد منهما بان يسب ابا غيره او امه فيرد هذا عليه بسب والده هو او امه، وانما استحق ساب ابويه اللعن لمقابلته نعمة الابوين بالكفران الى غاية العقوق والعصيان، كيف وهو مأمور بالا يقول لهما اف في قول الله تعالى فلا تقل لهما اف، ومأمور بان يقول رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.
الذبح لغير الله
ملعون من ذبح لغير الله.،فمن المسلم عند اهل التوحيد والايمان ان من بيده النفع والضر هو الله وحده، ومن اعتقد في الاموات انهم ينفعون او يضرون فقد اشرك بالله غيره، فالذي يذبح الابل او البقر او الغنم او ما هو اقل من ذلك للجن وهو يخشى شرهم كما كان يفعله اهل الجاهلية ويفعله بعض الناس في الاسلام اليوم للجن خوفا من شرهم، وهكذا من يذبح للاصنام او للاشجار والاحجار، او يذبح للكواكب او لاصحاب القبور كالبدوي والحسين او الحسن او فاطمة او النبي صلى الله عليه وسلم او فلان او فلان، هذا داخل فيه شرك بالله عز وجل، فكله شرك بالله تعالى فلا يذبح الا لله، وبسم الله وعلى هدي رسول الله، وسنة رسول الله ،على شرع الله تبارك وتعالى، ولا يقصد بهذا الذبح الا وجه الله عز وجل، قال الله تبارك وتعالى ان اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر.
عقوبة الاستيلاء علي ارض الغير في الاسلام
قال صلى الله عليه وسلم ملعون من غير تخوم الارض اي من غير او نقل علامات حدود الاراضي المملوكة لغيره او المشتركة بينه وبين غيره، وقيل المراد تغيير حدود الحرم التي حددها ابراهيم عليه السلام، ولكن هذا عام في كل حد، فليس لاحد ان يغير من حد غيره شيئا، وقيل اراد المعالم والاشارات والعلامات التي يهتدى بها في الطريق.
عقوبة ايذاء الاعمي في الاسلام
وقال صلى الله عليه وسلم ملعون من كمه اعمى عن طريق اي اضل الاعمى عن الطريق الصحيح او دله على غير مقصده، فقد لعن الله عز وجل من اضل الاعمى عن الطريق الحسي الذي يوصل الى المسجد او البيت وهذا عقاب الانسان، فكيف بعقاب من يكمه الناس عن سواء السبيل عن طريق الله عز وجل عن طريق الجنة، فيأخذه من السنن الى البدع، ومن التوحيد الى الشرك، ومن الحق الى الضلال، ومن الهدى الى الهوى، هذا انكى واعظم جرما والعياذ بالله، لقد وضحه المناوي رحمه الله في التيسير بشرح الجامع الصغير، حيث قال رحمه الله ملعون من كمه اعمى عن طريق بتشديد كمه اي اضله عنه او دله على غير مقصده.
عقاب من مارس الفاحشة في بهيمة او حيوان في الاسلام
وقال صلى الله عليه وسلم ملعون من وقع على بهيمة، بان عاشرها وجامعها كما يجامع الرجل زوجته، يعد اتيان الحيوانات من المحرمات والقبائح التي تنفر منها الطبيعة السليمة، واتيان الرجل بهيمة او تمكين المرأة نفسها من حيوان حرام كحرمة الزنا، يندرج هذا تحت قول الله تبارك وتعالى ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وقد اختلف اهل العلم في حد من اتى بهيمة، فذهب بعضهم الى اقامة حد الزنا عليه، وذهب بعضهم الى انه يعزر تعزيرا يردعه، وذلك باجتهاد الحاكم، وذهب بعضهم الى انه يقتل مطلقا.
عقاب الشذوذ والواط في الاسلام
وقال صلى الله عليه وسلم ملعون من عمل بعمل قوم لوط، اتيان الذكور شهوة من دون النساء، جريمة وهي جريمة الواقفة انها من اعظم الجرائم، واقبح الذنوب واكبر الكبائر، واسوأ الافعال قد عاقب الله عز وجل فاعليها بما لم يعاقب به امة من الامم في التاريخ، وقد اجمع الصحابة رضي الله عنهم على قتل اللوطي لكن اختلفوا في طريقة قتله، فمنهم من ذهب الى ان يحرق بالنار وهذا قول علي ابن ابي طالب رضي الله عنه، ومنهم من قال يرمى به من اعلى شاهق ويتبع بالحجارة، وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما، ومنهم من قال يرجم بالحجارة حتى يموت وهذا روي عن علي وابن عباس رضي الله عنهما ايضا، ثم اختلف الفقهاء بعد الصحابة فمنهم من قال يقتل على اي حال كان محصنا او غير محصن ومنهم من قال بل يعاقب عقوبة الزاني فيرجم ان كان محصن، ويجلد ان كان غير محصن، ومنهم من قال يعزر التعزير البليغ الذي يراه الحاكم. \
فقد خبت وخسئت وخسرت يا من تفعل هذه القبائح، عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه، ومن لا يعرف الحق من الشر يقع فيه، اعلموا ذلك وتعلموه واخبروا اهليكم ومن تعرفوه، انشروا الخير واخبروهم.