تستعين السعودية بكل الخبرات والكفاءات التي تجعلها قادرة على مواكبة تكنولوجيا العصر، فقد شهدت العديد من التغييرات والإصلاحات الهائلة، فهي تعمل الآن على تعزيز اقتصادها السياحي والترفيهية بما يتناسب مع الرؤية المستقبلية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد متنوع ومنفتح، فقد تم الإعلان عن مشاريع تصل قيمتها إلى تريليون دولار، ولكن لا يبدو أن أي من هذه المشاريع مجنونا مثل مشروع ذا لاين المدينة الخطية الذي يعتبر أحد أهم المشروعات التي التي تطمح لتحقيقها السعودية حاليا، فلماذا تبني المملكة العربية السعودية مدينة ذا لاين وسط الصحراء ولماذا يكون شكلها خط.
مواصفات مدينة ذا لاين نيوم
المشروع العملاق الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في منطقة ليوم الذي يهدف لإنشاء مدينة ذكية كبرى معززة بالذكاء الاصطناعي وخالية من الانبعاثات الكربونية وبلا ضوضاء أو تلوث، ومن أهم مواصفات مدينة ذا لاين أن عرضها يبلغ 200 متر فقط على امتداد 170 كيلومترا على ساحل نيوم شمال غرب المملكة العربية السعودية عند طرف خليج العقبة على البحر الأحمر، حيث يستطيع 40 في المئة من سكان العالم الوصول إلى نيوم في أقل من أربع ساعات، كما أن قرابة 13 في المئة من حركة التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر، ويبلغ ارتفاعها 500 متر فوق سطح البحر، وستبنى المدينة على مساحة لا تتجاوز 43 كيلومترا مربعا، وتتسع لنحو تسعة ملايين نسمة، كما أن جانبي المدينة الخارجيين سيكونان من الأسطح الزجاجية، وعبارة عن مرايا عاكسة تمنحها طابعا فريدا وتسمح لـ تفاصيلها بالاندماج مع الطبيعة، في حين تم تصميم المساحات الداخلية بطرق مبتكرة، تعمل نيوم على تصميم المدينة بأكملها رقميا، إلى جانب استخدام أحدث تقنيات البناء وعملية التصنيع.
مدينة ذا لاين السعودية
كما أن مناخها المثالي على مدار العام سيؤمن للسكان الاستمتاع بالطبيعة عند التنقل سيرا على الأقدام، وتتيح مدينة ذا لاين لجميع السكان إمكانية الوصول إلى جميع المرافق والخدمات في غضون خمس دقائق، إضافة إلى وجود قطار فائق السرعة يصل بين طرفي المدينة خلال عشرين دقيقة فقط لا غير، فمشروع نيوم أحد المشروعات العملاقة التي من المقرر أن تحول شمال غرب المملكة العربية السعودية إلى دبي ثانية.
تصميم مدينة ذا لاين علي شكل خط
كان المصمم الإسباني أرتورو ماتا أول من اقترح فكرة المدينة الخطية في عام 1982، بينما أطلق ولي العهد السعودي الفكرة والرؤية الأولية للمدينة التي تعيد تعريف مفهوم التنمية الحضرية وما يجب أن تكون عليه مدن المستقبل في العام الماضي، فمشروع نيوم يعد نموذجا عالميا رائد يحقق الاستدامة ومثالية العيش بالتناغم مع الطبيعة وما ستكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلا في بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتسهم في المحافظة على 95 في المئة من أراضي نيوم للطبيعة، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة مئة بالمئة للحفاظ على البيئة، وجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلا من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية.
تفاصيل مشروع ذا لاين نيوم ولي العهد محمد بن سلمان
ويعد مشروع ذا لاين الذي يخلو من قيود البنى التحتية التقليدية، أول تطوير حضري واسع النطاق يصمم منذ بداية العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي، ويهدف التصميم إلى جعل المشي نمط حياة أساسيا كمجتمع صمم حول الإنسان وراحته وليس المركبات، محققة بذلك التناغم التام بين التنمية الحضرية والحفاظ على الطبيعة بكل مواردها، وقال ولي العهد السعودي عند إطلاق نظلم لاين وعدنا بإعادة تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون الإنسان محورها الرئيسية، واليوم ذا لاين تحقق مثالية العيش وتعالج التحديات الملحة التي تواجه البشرية، فلا يمكننا تجاهل أزمة البيئة، وكذلك أزمة طريقة الحياة اللتين تواجهان مدن العالم، ولذا نسعى في نيوم أن نكون في طليعة من يقدمون حلولا جديدة ومبتكرة، تتكون المدينة من ثلاث طبقات، حيث ستحتوي الطبقة العليا على حدائق وملاعب ومرافق ترفيهية، ولن يكون هناك أي سيارات في هذه الطبقة كما ذكرنا، أما الطبقة الوسطى التي تقع تحت الأرض ستكون مخصصة للخدمات كالمدارس والمستشفيات والمباني الحكومية والمكاتب، في حين ستحتوي الطبقة السفلية على خط مترو أنفاق فائق السرعة، بالإضافة إلى نظام نقل يعمل بالذكاء الاصطناعي، يستطيع المشروع توفير 380 ألف فرصة عمل، ويستقطب الفئة الشبابية المبدعة لتطبق إبداعاتها في المجال الذي تريده داخل هذه المدينة والمساهمة بإضافة 180 مليار ريال، أي 48 مليار دولار أمريكي إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، أهم التحديات التي تواجه هذا المشروع العملاق هو التكلفة الباهظة التي قد تتخطى 150 مليار دولار، فعلى الرغم من ثراء المملكة العربية السعودية، إلا أنها لن تضع مثل هذا المال في مشروع لا زال قيد التجربة، لذلك لجأت إلى جذب العديد من المستثمرين لتمويل المشروع، كما قامت بعدة حملات ترويجية للمشروع في جميع أنحاء العالم، ولكن يصعب إقناع الشركات والأفراد باستثمار الأموال في مشروع قد لا يكون ناجحا.