لا شك ان الملائكة جمع غفير وخلق كثير، موطنهم السماء، ولا يعلم عددهم الا الله عز وجل، قال الله تبارك وتعالى وما يعلم جنود ربك الا هو، وقد ميز الله جل جلاله جبريل عليه السلام عن الملائكة كلهم وجعله قائدا لهم، وخصه بما لم يخص به لا الملائكة ولا احدا من المخلوقات خلقا وتكليفا، فهو حامل الوحي وهو من ينزل بالشرائع والاحكام من السماء الى الارض، وهو من يدمر الله عز وجل به الامم الظالمة، وقد خلقه الله سبحانه خلقا عظيما مميزا، فهو من اعظم الملائكة المقربين عند الله عز وجل، له منزلة رفيعة وخصيصة من الله اختصه بها، مكانة ومنزلة فوق منازل الملائكة كلهم، فلماذا جعل الله سبحانه جبريل اقوي الملائكة وما هي صفاته.
من هو اقوي الملائكة
جبريل عليه السلام مطاع في الملأ الاعلى، لديه من الملائكة المقربين جنوده، نافذ فيهم امره باذن الله تبارك وتعالى، فمن مواصفات جبريل عليه السلام التي وردت في القرآن الكريم، قال الله عز وجل علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى.
وصف الله عز وجل جبريل عليه السلام بالشدة والقوة والامانة، وانه شديد القوة الظاهرة والباطنة، قوي على تنفيذ ما امر الله عز وجل بتنفيذه، قوي على ايصال الوحي الى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والى كل الرسل، ومنع به الله عز وجل من اختلاس الشياطين الوحي او ادخالهم فيه ما ليس منه.
من حفظ الله عز وجل لوحيه ان ارسله مع هذا الرسول القوي الامين جبريل عليه السلام، ذو مرة اي ذو قوة وخلق حسن وجمال ظاهر وباطن، فاستوى اي جبريل عليه السلام وهو بالافق الاعلى اي افق السماء الذي هو اعلى من الارض، فهو من الارواح العلوية التي لا تنالها الشياطين ولا يتمكنون من الوصول اليها.
مواصفات الملاك جبريل عليه السلام
وصفات جبريل عليه السلام هو ذو مكانة عظيمة لعظم دوره وهو تبليغ الوحي للرسل، وقد خلق الله عز وجل جبريل عليه السلام بقوى عظيمة ليتمكن من اداء مهمته.
- فمن صفات جبريل عليه السلام القوة الهائلة، حيث خص الله تبارك وتعالى جبريل عليه السلام بامكانيات كبيرة وقوة عالية، فكان من مهامه بجانب تبليغ الوحي وظيفة اهلاك الامم الكافرة، كما كان مع بني اسرائيل عندما انشق البحر، ومن صفات جبريل التمكين، مكن الله عز وجل لجبريل عليه السلام بالسماء وبالارض.
- ومن صفاته العلم، فالله علم جبريل عليه السلام لينقل العلم والوحي الى الرسل ويعلمهم ما علمه الله عز وجل العليم الحكيم.
- ومن صفات جبريل عليه السلام الخلقية ان له 600 جناح كما ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جبريل له ستمائة جناح.
- ومن صفات جبريل انه على خلق حسن وبهاء وسناء.
- وانه هو المعلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وانه افضل الملائكة الكرام.
- وانه اقواهم واكملهم بل هو من اعظم المخلوقات، كما في قول الله تبارك وتعالى:- انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين.
وهو الملك المقرب الى الله تبارك وتعالى، ولاجل ذلك ذهب الفقهاء الى ان جبريل عليه السلام ملك رسول مكرم لتبليغ رسالة الله تبارك وتعالى الى الانبياء والرسل في الارض، له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله تبارك وتعالى، مطاع في الملأ الاعلى، ذو امانة عظيمة، وهو روح القدس، قال الله تبارك وتعالى:- قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ، وانه لا يزال يتنزل الى الارض مرة واحدة كل عام في ليلة القدر العظيمة.
وان جبريل ذو قوة شديدة، قال ابن عباس رضي الله عنهما انه ذو منظر حسن، وقال قتادة ذو خلق طويل حسن، ان من دلائل قوة جبريل انه اقتلع من على وجه الارض بجناح واحد من اجنحته الستمائة مدائن قوم لوط وعددها سبع مدائن وتعدادهم 400 الف نسمة، واقتلع معهم بيوتهم وقصورهم واسواقهم ووحوشهم واراضيهم وجبالهم وغيرها، ثم رفع كل ذلك على طرف جناحه حتى بلغ بهم عنان السماء، وحتى سمعت الملائكة نباح الكلاب وصياح الديكة، ثم قلبها جبريل عليه السلام بامر الله عز وجل رأسا على عقب، فجعل عاليها سافلها، وهذا ان دل فانما يدل على قوة الله العزيز القهار، ان كانت هذه قوة جناح لملك واحد من ملائكة الله وهو خلق واحد من خلق الله من اصناف من كثير من انواع الخلق التي خلقها الله، فما بالك بقوة الله الواحد القهار، سبحان الله العظيم. هذا والله تبارك وتعالى اعلى واعلم، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين والحمد لله رب العالمين.