ماذا يحدث اذا ذابت الجبال الجليدية وغمرت المياه جميع انحاء كوكب الارض هل سينجوا البشر؟

الماء يلعب دورا رئيسيا في وجود الحياة في الحياة على كوكبنا، ولا يمكننا وصف أهمية الماء بقول أبلغ من قول الله سبحانه وتعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي، إذا بدون المياه لن توجد حياة، ولكن ربما تصدمون إذا علمتم أن الحياة قد تفنى لو كانت الأرض مغطاة كلها بالمحيطات بطريقة ما، وربما يحدث ذلك عن طريق الفيضانات والأعاصير، وربما تسونامي ضخم، لن تجد البشرية لها مفر من هذا الطوفان العظيم، لكن ماذا لو كانت الأرض كلها مغطاة بالمياه من الأساس؟ هي كان البشر سيتواجدون باي شكل من الاشكال؟ هذا ما نتحدث عنه في هذه المقالة عبر موقع خدمات.

ماذا اذا كانت الارض كلها ماء 

ربما تعلمون أن 71 بالمائة من مساحة كوكبنا الحالي تحتلها المياه، ومع أن الغطاء المائي يغطي تقريبا كل سطح الأرض، إلا أن الماء العذب عملة نادرة، حيث أن حوالي خمسة بالمئة من إجمالي مساحة الأرض مغطاة بالمياه الصالحة للشرب، أو أن ما يعادل 332 مليون ميل مكعب من الماء، 97 بالمئة منها توجد في المحطات، لكن الأرض لم تكن دائما على نفس الحال، فمنذ حوالي 2 ونصف مليار سنة ماضية كانت تقريبا الأرض بأكملها تحت قبضة المحيط العالمي عدا 2 او 3 بالمئة فقط من سطح الأرض كان أرضا جافة، والتي لا تبدو شيئا بالمقارنة مع 28 بالمئة التي نعيش عليها الآن.

كيف تم انشاء الغلاف الجوي للارض

المحيط كان في ذلك الوقت مجرد تماما من أي نوع من الأسماك، وحينها كانت الحياة لم تخلق على الأرض بعد، كان المحيط مجرد أزرق كبير فاتر لا حياة فيه، وأي أوكسجين تنتجه البكتيريا كان يتم استخدامه بواسطة المواد العضوية المتحللة في المحيط، ولم يكن هناك أي إمكانية للحياة حتى ترتفع الأرض عن المياه، والأرض لم تظهر فجأة تماما خلال فترة المئتي مليون سنة، والأراضي الحديثة الناشئة تأكلت مخلفة رواسب في المحيط دفنت المواد العضوية التي كانت تستهلك الأوكسجين، ونتيجة لذلك سمح للأوكسجين بتكوين الغلاف الجوي، وبفضل الله أصبح أوكسجين التنفس متاحا للحياة لكي تزدهر.

الالواح التكتونية والقشرة الارضية

أما بالنسبة للقشرة الأرضية، يوجد نوعان والتي تقع أعلى الطبقات العليا وهما القشرة المحيطية و القشرة القارية، جميع القارات تقع على ألواح تكتونية والتي بدورها طافية فوق طبقة متحركة من الصخور المنصهرة الساخنة، أما قشرة قاع المحيط فهي طبقة مكملة ضغطت للأسفل كألواح منجرفة تصطدم ببعضها، وقشرة المحيط أقل سمك الآن عما كانت عليه في الأرض القديمة، في الواقع القشرة القارية والقشرة المحيطية كانو على نفس المستوى، فقط تخيل أنه يمكن زيارة الأرض في وقت ما كانت الأراضي بدأت تحاول الظهور فوق المحيط، ربما يمكنك وقتها المشي فوق قشرة المحيط كما لو كنت تخوض في مياه بحلة.

والآن أعمق منطقة معروفة في المحيط هي نقطة تشالنجر في خندق ماريانا والتي تقدر بحوالي 10.999 م أو حوالي 36.170 قدم تحت سطح البحر، لكن الأرض لم ترتفع فوق سطح الماء بالسحر، لكن الكوكب فقد حوالي 25 بالمئة من مياه المحيط لصالح الفضاء في نفس الفترة التي كانت تشكل فيها الأراضي وترتفع عن المياه، والمياه التي غطت الأرض في زمن سحيق كانت تحتوي على نظائر هيدروجين أخف من نظائر الهيدروجين الثقيل المشهورة بالدوتيريوم الموجود الآن في المياه، وهذا الهيدروجين الخفيف والتوتيريوم يتطاير إلى الفضاء، وهذا لا يزال يحدث الآن لكن بطريقة بطيئة جدا، وربما بعض منكم قد شاهد الفيلم الذي صور عام 1999 فيلم الخيال العلمي المروع عالم المياه، الذي يحكي عن تقاتل البشرية للنجاة بعد ذوبان القمم الجليدية القطبية وغرق الأرض بالمياه، لكن هل حقا يمكن أن يحدث ذلك وتذوب القمم الجليدية على الكوكب مسببة طوفانا كبيرا يغرق الكوكب؟ 

ذوبان الجبال الجليدية وغرق كوكب الارض

العامة يعتقدون أن ذوبان القمم الجليدية لن يساهم بشكل مباشر في ارتفاع مستوى البحار والمحيطات، وهذا بسبب أن كمية المياه الموجودة في القمم الجليدية تعادل نفس كمية المياه التي تخرج منها عندما يذوب الثلج، لذا لا توجد فرصة لزيادة كمية المياه بسبب ذوبانها، لكن إذا ذاب كل الجليد الموجود في القارة القطبية والغطاء الجليدي في العالم سوف يرتفع سطح البحر حوالي 70 مترا أو 230 قدم، والمحيط سوف يغرق كل المدن الساحلية والأراضي الجافة ستتقلص حرفيا، لكن مدن عديدة ستستطيع النجاة، ومع ذلك العالم يمكن أن يغطى بالمياه وهناك شيء يجنيه البشر بأيديهم يسرع من فرص حدوث ذلك، فحاليا مستويات البحار ترتفع بسرعة بسبب الاحترار العالمي، لكن الاحترار العالمي لم يحدث بسبب خطايا البشرية في حق الطبيعة وهو ظاهرة طبيعية، لكن البشر يساعدونها للوصول لمستويات الخطر بسرعة، وأحد العلماء تنبأ أنه بحلول عام 2050 علي كوكب الأرض ستغطى بالمياه مرة أخرى، ويمكن للبشر وبعض الفصائل النجاة إذا كانت هناك بعض الأراضي ما زالت فوق المياه، ومع ذلك لن ينجون لوقت طويل خاصة مع تحول جميع المياه إلى المياه المحيط المالحة والقاتلة، ومع أنه يمكن التشكيك في هذه التنبؤات المتشائمة بسبب مواعيدها القريبة، لكن بالنظر إلى إعصار كاترينا الذي عرض لنا كيف تكون العواقب المدمرة لارتفاع كمية من المياه على سطح الارض، فان المجتمع والعلماء اكتشفوا أن القشرة القارية التي نعيش عليها حاليا أعمق من حوالي مليارات السنين الماضية، لكن الآن مقاييس جديدة أظهرت أن سمك القشرة أصبح 22 ميل أو 35 كيلو متر وإذا فقدت القشرة القارية كتلتها سوف تغرق مرة أخرى تحت مستوى البحر.

وإذا حدث هذا، سوف نخسر مخزوننا من المياه الصالحة للشرب والتي ستتلوث بالميه المالحة، والمياه العذبة هي ظاهرة طبيعية على سطح الأرض على شكل ألواح جليدية و قمم جليدية وأنهار جليدية وجبال جليدية و مستنقعات وبرك وبحيرات وأنهار وتيارات ومياه جوفية، وسيصبح سطح الأرض بأكمله كتلة واحدة من المياه المرحة وكل فصيلة من الكائنات التي تعيش على الأرض أو في المياه العذبة، سوف تموت والأغلبية منها ستنقرض على الفور وبدون أي أراضي لينمو عليها النباتات فإن أي قدرة على تأمين الطعام ستنتهي.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-